عادة ما ينظر العرب إلى إخوانهم المهاجرين في أميركا بنوع من الإعجاب بنيلهم فرصة العيش في مجتمعات تتوفر بها سبل العيش المريح، و الحرية الكاملة، لا يدري المواطنون العرب أن إخوانهم في أميركا يعيشون تحت سطوة الجماعات الإسلامية التي تسيطر على مساجدهم و المنظمات التي تتحدث بإسمهم في أميركا.
و قد كتبت مدونة مكاشفات الأمريكية عن الموضوع إذ كتب صاحبها عن دهشته بعد رحلة رمضانية لبلده عن مقدار فهم المقيمين في العالم العربي لطبيعة الجماعات الإسلامية و عن المفارقة التي تكمن في كون المسلمين الأمريكان لا يستطيعون الحديث بنفس الصراحة عن الإسلاميين لخوفهم منهم. إذ أن سيطرة الإسلاميين على المساجد و المنظمات المسلمة هناك تعني أنه إن تحدث أحد المسلمين عن الإسلاميين بسوء فإنه سيتعرض مباشرة للنبذ، و التكفير على الرغم من أنه يعيش في بلد حرية التعبير و التفكير.
و قد فسر المدونة الظاهرة بالشكل الآتي:
عقلية الحصار: المسلمون في أميركا يحسون بأنهم منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر بأنهم محل شك و ريبة و أنهم أيضاً في حالة من الضياع الفكري بسبب عدم قدرتهم على تشكيل هيئات تمثلهم خارج سيطرة الإسلاميين الذين مضوا أكثر من أربعين عاماً من العمل المؤسساتي لتأمين إحتكارهم للصوت المسلم.
المصداقية: في الدول العربية توجد مؤسسات عريقة كالأزهر في مصر، الزيتونة في تونس و القرويين في المغرب تمثل الإسلام المعتدل لذا يسهل للمسلم هناك أن يتحدى الإسلاميين و يخرج عن طاعتهم، بينما في أميركا لا توجد تلك المؤسسات مما يجعل الإسلام حكراً على الإسلاميين و يسهل على هؤلاء وصم كل معارض لهم بالكفر أو بالخيانة لأنهم هم المرجعية الدينية الوحيدة لمسلمي أميركا.
عقلية ”إمشي جنب الحيطة“: المسلم الأميركي رهين سيطرة الإسلاميين على المساجد، و قد تعود أن ينظر لقدرته على الذهاب إلى المسجد و الصلاة هناك كأنه منة من الإسلاميين، لذلك يتجنب مواجهتهم لكي يستطيع مواصلة ممارسة شعائر دينه التي لن يستطيع إقامة أركانه بدون المساجد، و لن يستطيع تعليم الإسلام لأطفاله بدونها.
لا أحد يريد أن يكون خائناً لبني دينه: على الرغم من معرفة المسلمين الأميركيين لممارسات الإسلاميين، لكنهم لا يريدون أن يكونوا أداة للعنصريين و كارهي المسلمين الذين يترصدون كل فرصة لتشويه صورة الإسلام و المسلمين مما يجعل المسلم الأمريكي عازفاً عن فضح ممارسات الإسلاميين و فسادهم المادي و الأخلاقي.